سنلتقي يا رفيق..
يمنات
أحمد النويهي
بكرت يوم بعد الفجر بوفية الاعجم منتصف شارع هايل كان الزمن في العام 2014 كان توفيق يجلس على طاولة المقهاية قررت بعد التشاور معه ننزل باب القاع نصطبح بمطعم تعز وقلت له انا بعزمك قال لا الاهم وصلنا المطعم استقبلونحنا الشباب بترحيب حار ايش با تزكن يا توفيق.؟
قال انت قلت دقة ونزلوا دقة خلصناها وكنا ندردش وخلصنا النفر الاول زيدنا نفر وهات شاي وهات روتي والاهم قام توفيق يسجل الصبوح على حسابه ويقول يا رفيق بنتظرك عند توفيق ..وتوفيق يبيع قات “صوطي ” خرجت اشرب سيجارة واعزم توفيق قال قد شليت قات وسجلته على حسابي..كان الوقت قبل الثامنة صباحاً..
فين نخزن .؟
قال توفيق نطلع اللوكندة وكان ايامها يعيش هناك وسط باب القاع ..
الاهم طلعنا اللوكنده وخزنا واثناء الصباحية كان توفيق منتعش لوجودي جواره ..تعامل مع علبة سجائر بطريقة عبثية هي طريقته في التدخين عندما يحكي يدندن ليقول لي كلام ليس بوسعي ان اكتبه الآن ..
الاهم كنت اشتي احاسب اللوكنده قال على حسابي..
رفض توفيق..
توفيق كان راتبه 250000 كباحث في مركز الدراسات والبحوث يستلمه يروح يوزعه للديون فوراً..
خرجنا بعد التخزينة الصباحية نتقهوي شاي ملبن كانت الساعة تقترب من 11 ظهر والجمعة هي الجمعة..قال بنتغدي سوا ونرجع نخزن..
طلعنا شارع هايل واخذت توفيق غرفة احمد دبوان حيث يلتقي الشباب عرفت بتوفيق وبدأ خجولاً لكني دفعته ليقرأ نص لشاعر كان يحبه ويحب نصوصه..
قرأ توفيق والدهشة تلبد عيون الرفاق وقد غام بعضهم تحت منخفض النيكوتين..
كان علي الشرعبي يهين علبتي تبغ امريكاني يليه شاذلي البريهي وهذا اعنف مدخن غرب جبل حبشي وشرق التنظير الناصري..يليه الشاعر متصور الاصبحي الذي لا اتذكر هل يدخن ام لا.؟
عاد توفيق والحديث لي عن رنا صديقتي لكنه حكى عن رنا صديقته..
لكنها مريا ادهشت المقاطرة وما اكثرهم وقت التخزين يحتشدون وفي مقدمتهم زكريا ومعاذ وانس وجبريل..
يضيق المكان لكنه يتسع..توفيق اصبح عضو في نادي النيكوتين جوار الاتحاد العام للادباء والمبنى مغلق ع مدار العام عدى بيانات يتناوبها احمد ناجي النبهاني وهدى ابلان..
يعود توفيق لقصيدة صديقه الشيوعي صلاح ابراهيم ليقرأ تعويذة لمريا..
ليت لي ازميل فدياس وروحاً عبقرية
..حتى ينتهي توفيق يرتفع ايقاع المكان لتسمو روحه الشاعرية..
يابنات نقروا القيثار في رفق وهاتوا الاغنيات..
كان العجوز معين فخري حقنا “البنى ” يصغي بجوارحه لينطق الشعر بصوتها رنا التي لم تشاغله ولم تقاطع خياله اللامتناهي..
يومها اتذكر ان الرفاق قدموا لي تحية وشكر كوني جلبت معي توفيق..
كنت قد عرفت توفيق قبل العام 90 في باب القاع حيث عشت ايامي الاولى وعرفته اكثر بعد العام 90 ..
توفيق لا يحتاج ان نبكيه بل نحتفي بميلاده كل لحظة كونه رنا التي لا تغيب ومريا معشوقة صديقه الاثير ونديمه الكثير..
توفيق اعتقله الحوثيين لأشهر فقد علاجه واستهلك الكثير من صحته في سجن بلا قضية وعاد بعد حملة شاسعة ليمارس دورة القلق الذي ترك بالغ الآثر وتوفيق زار معتقلات قبل هذا ولكنه اعتنق الحياة كعادته قاوم دورات التغييب والترهيب وعاش يمضي بلا اكتراث..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.